وفي سنن الدارمي ( 1 / 135 ) : ( عن معاذ بن جبل قال : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه وعن علمه ماذا عمل فيه ) .
ومن الواضح أن هذين الحديثين تحريف للحديث الأول ، بدليل أن سؤال الإنسان عما أفنى فيه عمره ، وعما أبلى فيه جسده ، سؤال واحد !
( 6 ) معنى أن ملف علي ( عليه السلام ) أول ملف في المحشر روى البخاري ( 5 / 6 ) عن علي ( عليه السلام ) قال : ( أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ) .
يعني : أن النبي ( ص ) أخبره بأنك ستظلم بعدي ظلامة لا مثيل لها في تاريخ الأمم ، وعندما يقف الخلائق بين يدي رب العالمين ، وتنصب الموازين ، ويحضر الأنبياء ( عليهم السلام ) ، وتُصنف الجرائم والظلامات ، تُصنف ظلامتك في الجرائم ضد البشرية ، وتكون أشد الظلامات على الإطلاق وأكثرها تأثيراً في حياة البشرية فتأخذ رقم واحد . ويعين الله لها قاضياً خاصاً ، وتبدأ المرافعة !
وقد أخبر النبي ( ص ) علياً ( عليه السلام ) بهذه الخصومة وأمره أن يستعد لها !
روى الإمام الحسين عن أبيه علي ( عليهما السلام ) أنه قال : ( لما نزلت : اَلَمِ . أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا . . الآيات . قلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة ؟ قال : يا علي إنك مبتلى ومبتلى بك ، وإنك مخاصم فأعد للخصومة ) . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 7 ) .
وروى المفيد في الأمالي / 288 والطوسي في الأمالي / 65 : ( عن علي ( عليه السلام ) قال : ( لما نزلت على النبي ( ص ) : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ، قال لي : يا علي إنه قد جاء نصر الله والفتح ، فإذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً

313