وقال الكليني في الكافي ( 1 / 165 ) : ( عن أبي عبد الله ( الصادق ) ( عليه السلام ) قال : أكتب ، فأملى عليَّ : إن من قولنا إن الله يحتج على العباد بما آتاهم وعرفهم ، ثم أرسل إليهم رسولاً وأنزل عليهم الكتاب فأمر فيه ونهى . . . ثم قال ( عليه السلام ) : وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحداً في ضيق ، ولم تجد أحداً إلا ولله عليه الحجة ، ولله فيه المشيئة . وقال ( عليه السلام ) : وما أمروا إلا بدون سعتهم ، وكل شئ أمر الناس به فهم يسعون له ، وكل شئ لا يسعون له فهو موضوع عنهم ، ولكن الناس لا خير فيهم ) . وفي من لا يحضره الفقيه ( 1 / 317 ) : ( عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : كل شئ مطلق حتى يرد فيه نهي ) . وفي عوالي اللئالي ( 1 / 424 ) : ( قال النبي ( ص ) : إن الناس في سعةٍ ما لم يعلموا ) . وروى الصدوق في الخصال / 417 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( ص ) : رُفِعَ عن أمتي تسعة : الخطأ ، والنسيان ، وما أكرهوا عليه ، ومالا يعلمون ، وما لا يطيقون ، وما اضطروا إليه ، والحسد ، والطيرة ، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة ) . أقول : هذه الآيات والأحاديث ، مما استدلَّ به علماؤنا في أصول الفقه ، على قاعدة براءة الذمة من التكليف حتى يثبت . وفي كل آية وحديث منها كلام علمي ، وفي بعضها بحث مفصل ، لكنا نريد منها التأكيد على عدل الله تعالى ورحمته ، وأنه محالٌ عليه عز وجل أن يعاقب المخلوق على أمر لم يبينه له ، ولم يُتم عليه فيه الحجة .