يقولون : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا . فناداهم المنادي : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) . أقول : تقدم في الصحيح عندنا عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) لما سئل هل يبلى الميت ؟ ( قال : نعم ، حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى ، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة ) . ( الكافي : 3 / 251 ) . وتقدم من البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي ( ص ) قال : ( وليس من الإنسان شئ إلا يبلى إلا عظما واحداً ، وهو عُجْبُ الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) . ( الدر المنثور : 5 / 337 ) . وفي صحاح الجوهري ( 1 / 1045 ) : ( العُصْعُص ، بالضم : عَجْبُ الذنب ، وهو عظمه . يقال : إنه أول ما يخلق وآخر ما يبلى ) . فكيف يخلق الإنسان ثانيةً من تلك الذرة المستديرة ، أو من العُصص على رواية البخاري ؟ قد يقال إن ذرته تُزرع في أرض المحشر وتتغذى من ترابها ، فينمو البدن حسب مواصفات سلوك صاحبه المخزونة فيها . وهذا معنى قوله تعالى : وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا . ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا . لكن حديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول إن ذرات بدن الإنسان مهما بليت وصارت أجزاء من غيرها ، فهي محفوظة في التراب ، وأن مطر النشور يخلصها منها ويجمعها الله إلى قالبها ، وعندما تكتمل تذهب إلى الروح . قال ( عليه السلام ) : ( والبدن يصير تراباً كما منه خلق ، وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها ، مما أكلته ومزقته ، كل ذلك في التراب محفوظ عند من لا