أقول : الصحيح كما في أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) أن أرض المحشر فيها ماء يشرب منه الناس غير حوض الكوثر ، أما حوض الكوثر فلا يشرب منه إلا أهل الجنة ، ومن شرب منه فلا يظمأ بعده ولا يطلب الماء . وليس في أرض المحشر ولا في الجنة شموس وأقمار ، بل تشرق أرض المحشر بنور ربها ونور النبي ( ص ) والأئمة ( عليهم السلام ) ونور المؤمنين . وما ورد من عرق الناس من حرارة الشمس في المحشر ، إذا صحت روايته فلا بد أن تكون شموساً خاصة بالمحشر . كما أن في أرض المحشر منطقة مرتفعة تسمى الأعراف ، وهي كثبان مسك مرتفعة يقف فيها النبي ( ص ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، ويرى منها الصراط والجنة والنار . ونظام الرؤية هناك يختلف عنه في الأرض ، ومساحة الجنة أكبر مما نتصور ، ويبدو أنها تكون بعيدة عن أرض المحشر ومرتفعة عنها ، وقد صحت الرواية بأنه يصب من الجنة نهران في حوض الكوثر . أما النار فتكون صغيرة المساحة ، وتقع أسفل من الصراط ، لأن أهلها يتساقطون من الصراط فيها ، أعاذنا الله . ( 4 ) كيف تتم زراعة الناس وإنباتهم ؟ في تفسير القمي ( 2 / 253 ) ، بسند صحيح : ( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أراد الله أن يبعث الخلق ، أمطر السماء على الأرض أربعين صباحاً ، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم . وقال : أتى جبرئيل رسول الله ( ص ) فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع ، فانتهى به إلى قبر فصوَّتَ بصاحبه فقال : قم بإذن الله . فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية ، يمسح التراب عن وجهه ، وهو يقول : الحمد لله والله أكبر ، فقال جبرئيل : عُد