رفع عيسى ( عليهما السلام ) وهو حي لم يمت ) . ( مجمع البيان : 6 / 430 ) . والصحيح أنه صعد إلى السماء بواسطة أحد الملائكة ، وقبضت روحه هناك . ففي الكافي ( 3 / 257 ) : ( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( ص ) : أخبرني جبرئيل ( عليه السلام ) أن ملكاً من ملائكة الله كانت له عند الله عز وجل منزلة عظيمة ، فتَعَتَّبَ عليه فأُهبط من السماء إلى الأرض ، فأتى إدريس ( عليه السلام ) فقال : إن لك من الله منزلة فاشفع لي عند ربك ، فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام أيامها لا يفطر ، ثم طلب إلى الله تعالى في السحر في الملك فقال الملك : إنك قد أعطيت سؤلك ، وقد أطلق لي جناحي ، وأنا أحب أن أكافيك فاطلب إلي حاجة . فقال : تريني ملك الموت ، لعلي آنس به ، فإنه ليس يهنئني مع ذكره شئ ! فبسط جناحه ثم قال : إركب فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا فقيل له : إصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة ، فقال الملك : يا ملك الموت ما لي أراك قاطباً ؟ قال : العجب إني تحت ظل العرش حيث أمرت أن أقبض روح آدمي بين السماء الرابعة والخامسة ، فسمع إدريس ( عليه السلام ) فامتعض ، فخر من جناح الملك ، فقبض روحه مكانه وقال الله عز وجل : وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيّاً ) ! وفي تفسير مجمع البيان ( 6 / 430 ) : ( وهو جد أب نوح ( عليه السلام ) ، واسمه في التوراة أخنوخ . وقيل إنه سمي إدريس لكثرة درسه الكتب ، وهو أول من خط بالقلم ، وكان خياطاً وأول من خاط الثياب . وقيل إن الله تعالى علمه النجوم ، والحساب ، وعلم الهيأة ، وكان ذلك معجزة له ) . وفي مروج الذهب ( 1 / 50 ) : ( وقام بعده ولده أخنوخ ، وهو إدريس النبي والصابئة تزعم أنه هو هرمس ، ومعنى هرمس عطارد .