وعن النبي ( ص ) : ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدَّلة من الأولى ، يعني قوله : فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ، وهي أرض القيامة ، وعليها يقع الحساب . فإذا فرغ من الحساب ضرب بينهم بسور ، فَرْقَاً بين أرض الجنة وأرض النار ) . وفي متشابه القرآن لابن شهر آشوب ( 2 / 99 ) : ( عن ابن عباس : أي تبدل صورتها من الآجام والآكام والبحار والأنهار وتبدل السماوات ، فتذهب شمسها وقمرها ونجومها ) . وروى الحاكم ( 4 / 570 ) عن ابن مسعود : ( أرض كالفضة بيضاء نقية ، لم يسفك فيها دم ، ولم يعمل فيها خطيئة ، يُسْمِعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، حفاة عراة قياماً ، ثم يلجمهم العرق ) . وفي فتح الباري ( 11 / 324 ) : ( عن ابن مسعود بلفظ : أرض بيضاء كأنها سبيكة فضة . ورجاله موثقون ) . وقد استعرض الطبري في تفسيره ( 13 / 330 ) الروايات والأقوال في الآية ، ثم روى عن علي ( عليه السلام ) أن معناها : الأرض من فضة ، والجنة من ذهب ) . لكنه شكك في هذه الروايات وقال : ( وجائز أن تكون المبدلة أرضاً أخرى من فضة ، وجائز أن تكون ناراً ، وجائز أن تكون خبزاً ، وجائز أن تكون غير ذلك ، ولا خبر في ذلك عندنا من الوجه الذي يجب التسليم له أيُّ ذلك يكون ، فلا قول في ذلك يصح ، إلا ما دل عليه ظاهر التنزيل ) . حول آية : فإذا هم بالساهرة يظهر أن أرض المحشر تنقسم ، في مرحلة من المراحل ، إلى قسمين ، فتتميز أرض المكذبين بالآخرة عن أرض المؤمنين ، وتسمى أرضهم الساهرة . قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ . أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ . يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ . أَئِذَا كُنَّا