responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 480


أقول : قد أجيب عن هذه الأسئلة في غير واحد من الآيات والروايات تصريحا أو تلويحا . . وبعد التأمل التام نجد أن الله تبارك وتعالى أرسل الأنبياء ( عليهم السلام ) إلى الناس ليدعوهم إلى الصراط المستقيم ، وليبينوا لهم أوامره ونواهيه ، وكانت سنته أن لا يجبر الناس على طاعته قهرا بل أراد أن يكون لهم الخيرة في ذلك ، وجعل الدنيا دار ابتلاء وامتحان ، فلم يكن الغلبة لأوليائه دائما ، بل كثيرا ما تقتضي المصلحة أن لا يمنع من غلبة الكفار والمشركين والفساق على الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) وأتباعهم . . فيغيرون عليهم ويقتلونهم ويأسرونهم ويؤذونهم و . . وقد يطول مدة ملك الطواغيت إلى ما شاء الله . وبذلك يبتلي عباده كي يميز الخبيث من الطيب ، والمنافق من المؤمن ، والمدعي الكاذب من الصادق الصابر . . قال الله تبارك وتعالى : * ( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) * ( 1 ) .
وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ضمن رواية : " ولو شاء [ الله ] لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من هذه الأمة ، ولا ينازع في شئ من أمره ، ولا يجحد المفضول ذا الفضل فضله ، ولو شاء لعجل النقمة والتغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره ؟ ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار : * ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) * " ( 2 )


1 . آل عمران ( 3 ) : 140 - 142 وراجع أيضا الآيات الأولى من سورة الكهف ( 18 ) . 2 . كمال الدين : 264 ، إرشاد القلوب : 420 ، بحار الأنوار : 28 / 54 ، والآية في سورة النجم ( 53 ) : 31 .

480

نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست