نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 441
إليك ، من كان منهم سابقا ومهاجرا وناصرا . . والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والأسى لازمنا " . . . ثم زفرت زفرة . . وأنت أنة كادت روحها أن تخرج . . . ثم أخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها وهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تهدأ زفرتها ، واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا له : يا أبا الحسن ! إن فاطمة ( عليها السلام ) تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معائشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلا أو نهارا . . ! فقال ( عليه السلام ) : " حبا وكرامة " . فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى دخل على فاطمة ( عليها السلام ) - وهي لا تفيق من البكاء ولا ينفع فيها العزاء - فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : " يا بنت رسول الله ! إن شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلا وإما نهارا " . فقالت : " يا أبا الحسن ! ما أقل مكثي بينهم . . وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله لا أسكت ليلا ولا نهارا أو ألحق بأبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " . فقال لها علي ( عليه السلام ) : " افعلي - يا بنت رسول الله ! - ما بدا لك " . ثم إنه بنى لها بيتا في البقيع ، نازحا عن المدينة يسمى ب : بيت الأحزان ، وكانت إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين أمامها وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها ، ولم تزل على ذلك ( 1 ) . وروي أنها تمثلت بشعر فاطمة بنت الأحجم ( مخاطبة أباها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) :
1 . بحار : 43 / 175 - 178 .
441
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 441