يقول الإمام أمير المؤمنين ( ع ) في عهده إلى محمد بن أبي بكر :
" فاخفض لهم جناحك ، وألن لهم جانبك وابسط لهم وجهك وآس بينهم في اللحظة والنظرة ، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم ، ولا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم ، فإن الله تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة والظاهرة والمستورة " [1] .
إن الإنسانية على ما جربت من تجارب وبلغت من رقي وإبداع في فنون الحكم فإنها لا تستطيع أن تنشئ نظاما سياسيا يتحقق فيه العدل السياسي والاجتماعي كنظام الإسلام الذي ألزم السلطة بهذا اللون من الرفق بالرعية وحتم عليها أن تساوي بين جميع المواطنين حتى في اللحظة والنظرة .
5 - الصراحة والصدق :
إن السياسة الرشيدة التي تبناها الإسلام تسير على ضوء الصدق والواقع فلا توارب ، ولا تخادع ، ولا تنافق ، ولا تغري الشعوب بالوعود الكاذبة ولا تمنيها بالأماني المعسولة رائدها في جميع خطواتها الصدق والصراحة لأن الكذب سرعان ما ينكشف والوعود الخلابة سرعان ما تنهار .
إن السياسة الإسلامية قد حفلت بالصراحة في جميع الميادين فليس من منطقها الخداع والنفاق وقد صارح الإمام الحسين ( ع ) سبط النبي وممثل الإسلام الجماهير التي صحبته من مكة والتي التحقت به في أثناء الطريق حينما بلغه مقتل سفيره وممثله في العراق الشهيد العظيم مسلم بن عقيل ( ع ) صارحهم بمقتله وخيانة

[1] نهج البلاغة 3 / 31

75