نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 253
بوجه من الوجوه وتعتبرها سرقة صريحة تحاسب عليها الدولة وتسأل عنها . ( ج ) - تشجيع التجار وذوي الصناعات : إن مما يوجب زيادة الانتاج وانتشار الثروة في البلاد قيام الدولة بتشيجع التجار وأرباب الصناعات والمهن يقول الإمام أمير المؤمنين ( ع ) في عهده لمالك الأشتر : " ثم استوص بالتجار وذوي الصناعات ، وأوص بهم خيرا ، والمقيم منهم والمضطرب بماله ، والمترفق ببدنه ، فإنهم مواد المنافع ، وأسباب المرافق وجلابها من المباعد والمطارح في برك وبحرك وسهلك وجبلك حيث لا يلتئم الناس لمواضعها ، ولا يجترؤون عليها ، فإنهم سلم لا تخاف بائقته ، وصلح لا تخشى غائلته ، وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك " [1] . إن التجارة من الضروريات المهمة التي تتوقف عليها الأعمال والعمران ، ومن الأسباب الرئيسية في تقدم البلاد وازدهارها وقد اعتبرت النظريات الاقتصادية الحديثة مؤازرة التجار وأرباب الصناعة من أهم المرافق لإنماء الانتاج القومي ، وكانت نشأة علم الاقتصاد وعلم المالية العامة مدينة لهذا الاعتبار فالعلم " الديواني " الذي ازدهر في ألمانيا في خلال القرن الثامن عشر لم يكن يرمي إلا إلى توجيه موارد الدولة إلى الوجهة الأكثر إنتاجا ، كما أن علماء الاقتصاد في فرنسا وانجلترا على السواء اجتمعوا على القول بواجب الدولة في مؤازرة التجارة والصناعة .