شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة ، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، أسلم تسلم ، فإن أبيت فعليك إثم المجوس " [1] ولما قدم سفير النبي ( ص ) على كسرى أمر أن يقبض منه الكتاب فأبى عبد الله إلا أن يدفعه إلى نفس كسرى فدنا منه وناوله الكتاب فأمر أن يقرأ له فلما قرئ له فإذا فيه من محمد إلى كسرى عظيم فارس فأغضبه ذلك حينما بدأ الرسول بنفسه وصاح وأخذ الكتاب فمزقه قبل أن يعلم ما فيه وأمر بإخراج حامل الكتاب فأخرج ومضى إلى النبي ( ص ) فأخبره بالأمر فدعا عليه قائلا :
اللهم ، مزق ملكه [2] .
فمزق الله ملكه ، فقد استولت الجيوش الإسلامية الظافرة على ملكه ، وذهب أدراج الرياح .
2 - إلى المقوقس :
وأرسل النبي ( ص ) حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس عظيم القبط وكان نصرانيا يدعوه إلى الإسلام وزوده بهذه الرسالة :
" بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ( واسلم ) يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم القبط " ويا أهل

[1] البداية والنهاية 4 / 269 ، إعجاز القرآن : ص 112
[2] الكامل 2 / 80 تاريخ اليعقوبي 2 / 61

165