نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 162
هذا لك ، واخفف عنا وتجاوز في القسم . فلذعه منطق الخيانة واندفع وهو ثائر مغيظ يقول لهم . يا معشر اليهود إنكم لمن أبغض خلق الله تعالى إلي ، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم ، وأما ما عرضتم علي من الرشوة فإنها السحت وإنا لا نأكلها . ودلت هذه البادرة على مدى اهتمام الإسلام بالعدل ، فإن اليهود الذين هم خصوم الإسلام وأعداؤه لا يجور عليهم عبد الله بن رواحة ولا غرابة في ذلك لأنه خريج مدرسة النبي ( ص ) - ولا يحيف بهم لأن الإسلام لا يسمح له بذلك ولا يسمح بأخذ الرشوة منهم ، ولما سمع اليهود مقالته انبروا يظهرون الاعجاب قائلين : ( بهذا قامت السماوات والأرض ) [1] لقد نصب رسول الله ( ص ) الولاة من المؤمنين من أصحابه الذين هذبهم الإسلام وانطبعت مثله في قلوبهم ومشاعرهم ، وتجردوا عن لهو الدنيا وزخارفها ولم يركنوا في دور حكمهم وولايتهم إلى أي طريق ملتو ، وأعلنوا إلى الجماهير عدم حاجتهم إلى أحد من الناس فهذا عتاب بن أسيد استعمله النبي ( ص ) واليا على مكة ومنحه من الرزق في كل يوم درهما فقام خطيبا يعلن ترفعه عما في أيدي الناس قائلا : " أجاع الله كبد من جاع على درهم ، فقد رزقني رسول الله درهما كل يوم فليست بي حاجة إلى أحد "