نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 136
المسيحيون بانفصال دينهم عن الدولة أو باستيراد المبادئ لهم فهو حق لأن دينهم لم يتعرض لشأن من شؤون الحكم ولم يبين أي قاعدة من قواعد الدولة والسياسة أما الإسلام فإنه قد وضع جميع المناهج الحية ووفر للمسلمين جميع ما يحتاجونه من النظم والمواد ومن ثم كان استيراد المبادئ وجلب الأنظمة مصادما لدينهم ومنافيا له يقول الأستاذ عبد المجيد اللبان : " وبهذا يمتاز الإسلام عن بقية الأديان فإن المسيحية ليس فيها قانون ينظم الدولة ، وليس فيها شريعة مدنية أو جنائية تنظم حياة الفرد فلا حرج إذا على أي مجتمع مسيحي أن يضع لنفسه من النظم ما يشاء ، ويعيش في ظلالها وادع النفس مرتاح الضمير ، أما الإسلام فشأنه غير شأن المسيحية ففيه نظام للدولة ، وفيه قوانين مدنية وجنائية وهو يطالب معتنقيه بشدة وصراحة ألا يهملوا تشريعاته ويستبدلونها ومن ثم كان اقتباس النظم والشرائع الغربية المخالفة للإسلام يصطدم في نفس المسلم بإيمانه الديني . . " [1] إن المسيحية ليس فيها أي تنظيم أو إصلاح لشأن من شؤون الحياة فلا ينافيها انفصال الدين عن الدولة أما الإسلام فإنه قد عالج جميع مشاكل الحياة ووصف لها الحلول الحاسمة ولم تقتصر تعاليمه على جانب من جوانب الحياة بل شملت وامتدت إلى جميع ألوانها وصورها فالدعوة إلى العلمانية وإلى انفصال الدين عن الدولة يتصادم مع الإسلام تصادما صريحا واضحا يقول الأستاذ اللبان : " الإسلام لا يعترف بمبدأ الانفصال بين الدين والدولة بل يبسط رواقه على الحياة الدينية والدنيوية معا فهو يقدم لمعتنقيه العقائد والعبادات والأخلاق كما يقدم لهم مختلف الشرائع والقوانين ومهمة الدولة في الإسلام ليست التشريع