responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 51


الاثني عشرية [1] .
سلمنا أنه لا يظهر لأحد من أوليائه وإن كانوا في غاية الصلاح والمحبة له والحاجة إليه ، لكن السبب فيه أحد أمرين :
أحدهما : أن الانسان وإن كان في غاية الصلاح إلا أن طبيعته مجبولة على طلب الكمال ، وأعظم كمال يتنافس فيه في الدنيا ويتخيل كونه أشرف الكمالات هو الجاه ، فإن الانسان ربما يجهد في تحصيله بكل وسيلة ، حتى أن كثيرا من الزهاد ربما جعلوا الوسيلة إليه إظهار بغضه ، ثم إنه إذا كان مطلوبا للخلق من تعظيم أقل أمير من أمراء الجور لهم ، فكيف من الإمام الحق المؤيد بالكرامات ، الذي لو عرف الخلق بأسرهم حقية وجوده وصحة إمامته وأن الحق معه لبذلوا مهجتهم دونه ، إذا اختص انسانا من خلق الله - ربما كان فقيرا مطرحا - فتطرق إليه وظهر إليه ، فإنه والحال هذه لا يؤمن أن يفتخر بمثل ذلك ويسره إلى أخ له أو ولد أو زوجة ، فينتشر ذلك إلى الأعداء أو ولاة الأشرار فإن لكل نصوح نضوحا [2] وكل حديث جاوز اثنين شاع [3] ، وإذا انتشر ذلك كان سببا للفساد .
الثاني : أن ذلك الولي لا يعرفه إلا بالكرامات التي تظهر له منه ، ولا يصدقه بمجرد قوله ، ثم لا يمتنع أن تطرأ الشبهة على المكلف في ذلك فلا يقف على وجه دلالة الكرامة على مدعي الإمامة ، فيعتقد ما جاء به منكرا فيستعين بغيره ، فيصير خصما وسببا لوصول ذلك الأمر إلى الأعداء .



[1] راجع الاحتجاج على أهل اللجاج 2 : 271 - 315 ، طبعة النجف الأشرف .
[2] النصوح : الناصح المخلص ، النضوح : الرشح . أي : الناصح المخلص قد يترشح منه الكلام إلى غيره .
[3] في النسختين : شايع . والشائع ما أثبتناه .

51

نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست