نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 12
الدماء وينتهي الأمر بالسلام والوئام ! وحيث لم يكن للخليفة تدبير إلا في تطيير الطيور ، لذلك فقد نجحت فيه خدعة الوزير ، واستدعى الوزير من فقهاء بغداد وسائر علمائها أن يحضروا مجلس السلام ، وخرج الخليفة وبيده قضيب النبي [1] ( صلى الله عليه وآله ) وعليه بردته [2] مع جماعة من العلماء والأعيان وأكابر الدولة إلى بلاط هولاكو ، وأدخلهم هولاكو في مخيمه ، وحيث اجتمع جمعهم جرد جنوده سيوف الخيانة والحتوف فيهم . أما المستعصم وابنه أبو بكر فقد وضعوهما في جولقين ( خرجين ) وضربوهما بمكدم الجص حتى ماتا ، وكان ذلك في اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 656 ه ثم استباحوا بغداد أربعين يوما ، وقتلوا سائر أولاد المستعصم واسترقوا بناته ، وكأن دخولهم بغداد كان بعد أسبوع من قتل المستعصم ومن اعتصم به ، في الخامس من شهر صفر سنة 656 ه 1258 م . وكان هولاكو قد اتخذ تبريز عاصمة له ، واستوزر بهاء الدين محمد الجويني بعنوان صاحب الديوان ، لإدارة الدولة في إيران ، فتركه في بغداد ورجع هو ونصير الدين الطوسي إلى عاصمته تبريز ، بعد عام من دخوله بغداد في أوائل سنة 657 ه 1258 م . ورغب الطوسي هولاكو في اختيار قاعدة جديدة ، ليقيم فيها أعظم رصد
[1] عصا صغيرة كان يأخذها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيده يسمى القضيب الممشوق . [2] نقل ابن الأثير في الكامل : أن البردة كان قد أهداها النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى كعب بن زهير الشاعر واشتراها معاوية من ورثته بعشرين ألف درهم ، فكانت بيد الخلفاء حتى أحرقها التتار 2 : 276 .
12
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 12