نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 94
أقول : هذا البحث ، وهو بحث الإمامة من توابع النبوة وفروعها ، والإمامة رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص إنساني ، فالرئاسة جنس قريب ، والجنس البعيد هو النسبة ، وكونها عامة فصل يفصلها عن ولاية القضاة ، والنواب ، وفي أمور الدنيا بيان لمتعلقها ، فإنها كما تكون في الدين فكذا في الدنيا وكونها لشخص إنساني فيه إشارة إلى أمرين : أحدهما : أن مستحقها يكون شخصا معينا معهودا من الله تعالى ورسوله لا أي شخص اتفق . وثانيهما : أنه لا يجوز أن يكون مستحقها أكثر من واحد في عصر واحد وزاد بعض الفضلاء في التعريف بحق الأصالة وقال في تعريفها ، الإمامة رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص انساني بحق الأصالة ، واحترز بهذا عن نائب يفوض إليه الإمام عموم الولاية فإن رئاسته عامة لكن ليست بالأصالة . والحق أن ذلك يخرج بقيد العموم ، فإن النائب المذكور لا رئاسة له على إمامه فلا تكون رئاسته عامة ، ومع ذلك كله فالتعريف ينطبق على النبوة فيحنئذ يزاد فيه بحق النيابة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو بواسطة بشر . إذا عرفت هذا فاعلم : أن الناس اختلفوا في الإمامة هل هي واجبة أم لا ، فقالت الخوارج ليست بواجبة مطلقا ، وقالت الأشاعرة والمعتزلة بوجوبها على الخلق ثم اختلفوا ، فقالت الأشاعرة ذلك معلوم سمعا ، وقالت المعتزلة عقلا ، وقال أصحابنا الإمامية هي واجبة عقلا على الله تعالى وهو الحق ،
( 1 ) اللطف فيه فتعين وجوبه ، والفائدة التي تحصل من الإمام موجودة وإن كان غائبا فإن نفس وجوده لطف ، وإن كان تصرفه لطفا آخر فإن تجويز ظهوره في كل وقت يبعث على الطاعات ويزجر عن المعاصي ( س ط ) .
94
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 94