نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 89
وذلك معلوم في كتب المعجزات والتواريخ ، حتى حفظ عنه ما ينيف على الألف أعظمها وأشرفها الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لا تمله الطباع ولا تمجه الأسماع ، ولا يخلق بكثرة رد إليه ولا تنجلي الظلمات إلا به . وأما الثالث : فلأنه لو لم يكن صادقا في دعوى النبوة لكان كاذبا وهو باطل ، إذ يلزم منه إغراء المكلفين باتباع الكاذب وذلك قبيح لا يفعله الحكيم . قال : ( الثاني : في وجوب عصمته . العصمة [1] لطف خفي يفعل الله تعالى بالمكلف ، بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك ، لأنه لولا ذلك لم يحصل الوثوق بقوله : فانتفت فائدة البعثة ، وهو محال ) . أقول : إعلم أن المعصوم ( عليه السلام ) يشارك غيره في الألطاف المقربة ويحصل له زائدا على ذلك لأجل ملكة نفسانية لطيفة بفعله الله بحيث لا يختار معه ترك طاعة ولا فعل معصية مع قدرته على ذلك ، وذهب بعضهم إلى أن المعصوم لا يمكنه الاتيان بالمعاصي وهو باطل وإلا لما استحق مدحا .
[1] العصمة بالكسر لغة اسم من عصمه الله من المكروه ويعصمه من باب [ ضرب ] أي حفظه ووقاه ومنعه عنه ( مجمع البحرين بتصرف ) . وفي الاصطلاح هي ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها ، وقيل هي ملكة تمنع الفجور ويحصل بها العلم بمصايب المعاصي ومناقب الطاعات . وقال الراغب هي فيض إلهي يقوي به الإنسان على تحري الخير وتجنب الشر حتى تصير كمانع له وإن لم يكن منعا محسوسا ( نقل من شرح دعاء عرفة في قوله وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك وهو للسيد علي خان بن الميرزا . . . ) .
89
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 89