نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 67
أقول : ذهب أبو الحسن الأشعري ومن تابعه إلى أن الأفعال كلها واقعة بقدرة الله تعالى وأنه لا فعل للعبد أصلا ، وقال بعض الأشعرية أن ذات الفعل من الله والعبد له الكسب ، وفسروا بأنه كون الفعل طاعة أو معصية ، وقال بعضهم معناه أن العبد إذا صمم العزم على الشئ خلق الله تعالى الفعل عقيبه . وقالت المعتزلة والزيدية والإمامية : إن الأفعال الصادرة من العبد وصفاتها ، والكسب الذي ذكروه ، كلها واقعة بقدرة العبد واختياره وأنه ليس بمجبور على فعله بل له أن يفعل وله أن لا يفعل وهو الحق لوجوه . الأول : أنا نجد تفرقة ضرورية بين صدور الفعل منا تابعا للقصد والداعي ، كالنزول من السطح على الدرج ، وبين صدور الفعل لا كذلك ، كالسقوط منه إما مع القاهر أو مع الغفلة . فإن نقدر على الترك في الأول دون الثاني ولو كانت الأفعال ليست منا لكانت على وتيرة واحدة من غير فرق ، لكن الفرق حاصل ، فيكون منا ، وهو المطلوب . الثاني : لو لم يكن العبد موجدا لأفعاله لامتنع تكليفه وإلا لزم التكليف بما لا يطاق ، وإنما قلنا ذلك لأنه حينئذ غير قادر على ما كلف به ، فلو كلف لكان تكليفا بما لا يطاق ، وهو باطل بالاجماع ، وإذا لم يكن مكلفا لم يكن
67
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 67