نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 101
فمنع أصحابنا الإمامة من ذلك مطلقا وقالوا لا طريق إلا النص ، لأنا قد بينا أن العصمة شرط في الإمامة ، والعصمة أمر خفي لا اطلاع عليه لأحد إلا الله [1] فلا يحصل حينئذ العلم بها ، في أي شخص هي ، إلا بإعلام عالم الغيب وذلك يحصل بأمرين : أحدهما : إعلامه بمعصوم كالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فيخبرنا بعصمة الإمام ( عليه السلام ) وتعيينه . وثانيهما : إظهار المعجزة على يده الدالة على صدقه في ادعائه الإمامة وقال أهل السنة إذا بايعت الأمة شخصا غلب عندهم استعداده لها ، واستولى بشوكته على خطط الإسلام صار إماما ، وقالت الزيدية كل فاطمي عالم زاهد خرج بالسيف وادعى الإمامة فهو إمام والحق خلاف ذلك من وجهين : الأول : أن الإمامة خلافة عن الله ورسوله فلا يحصل إلا بقولهما . الثاني : أن إثبات الإمامة بالبيعة والدعوى يفضي إلى الفتنة ، لاحتمال أن تبايع كل فرقة شخصا أو يدعي كل فاطمي عالم الإمامة ، فيقع التحارب والتجاذب .
[1] قوله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) أطبق أئمة التفسير من الفريقين على أن هذه الآية نزلت في علي ( عليه السلام ) حين تصدق بخاتمه على السائل وهو راكع ورواه المخالف والمؤلف بطرق عديدة منها ما رواه الثعلبي بإسناده إلى أبي ذر قال سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأذني هاتين وإلا فصمتا ورأيته بعيني هاتين وإلا فعميتا يقول علي قائد البررة علي قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله ، أما أني صليت يوما مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فأومأ ( عليه السلام ) إليه وهو راكع فأخذ الخاتم من خنصره اليمنى فلما فرغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال اللهم إن موسى قال رب اجعل لي وزيرا من أهلي فأنزلت سنشد عضدك بأخيك ( الآية ) فاجعل لي وزيرا من أهلي أشد به عضدي فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل بهذه الآية إنما وليكم الله ورسوله ( الآية ) ( س ط ) .
101
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 101