نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 16
خلقت تاريخها أسطورة ، فكيف الحال مع أمة هي من أرقى أمم العالم حضارة في القرون الوسطى باعتراف المستشرقين أنفسهم ؟ ! والعجيب ، أن القائلين بهذا يعترفون برقي الحضارة الإسلامية وسموها بين الحضارات العالمية ، ولا ينكرون دور الإسلام العظيم في تهذيب نفوس المؤمنين من سائر البدع والخرافات والعادات البالية التي تمجها النفوس ، وتستنكرها العقول ، ولم يلتفتوا إلى أن أمة كهذه لا يمكن اتفاقها على الاعتقاد بأسطورة ، وأغلب الظن أن هؤلاء المستشرقين لما وجدوا عقائد أسلافهم ملأى بالخرافات والأساطير والضلالات ، كبر عليهم أن يكتبوا عن الإسلام - الذي هو أنقى من الذهب الابريز - دون أن يضيفوا عليه شيئا من أحقادهم ، ولهذا وصفوا ما تواتر نقله عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بشأن ظهور المهدي في آخر الزمان بأنه من الأساطير . والمصيبة ليست هنا ، لأنا نعلم أن القوم ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) [1] ، بل المصيبة تكمن في كتابات من تقمص لباس السيد جمال الدين الأفغاني ، والشيخ محمد عبدة ونظائرهما من قادة الإصلاح ، مما ساعد على إخفاء حقيقتها وواقعها الذي لم يكن غير الاستظلال بفئ الخصوم ، وطلب الهداية ممن غرق في بحر الضلال ، من دون ترو مطلوب ، ولا التفات مسؤول إلى ما يهدد تراث الإسلام الخالد ، ويستهدف أصوله الشامخة . ومن هنا وجب التحذير من هؤلاء وأولئك ، والاحتراز عن كل ما ينفث ، أو يبث ، قبل بيان الدليل القاطع على عقيدة المسلمين بالمهدي في فصول هذا البحث . والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم