نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 153
وعلى المجاهيل بأنهم من مشهوري الرواة ، وعلى النواصب بأنهم من السادات ؟ ! ولما كان في الإسلام حديث متواتر قط بعد خلط الثقة المأمون بالمجروح والمطعون ، ومزج الحابل بالنابل ، والسليم بالسقيم . وهل لعاقل مسلم أن يصدق بدجال من دجاجلة الرواة اسمه محمد بن خالد الجندي ؟ وهو الذي وضع إلى الجند - مسيرة يومين من صنعاء - حديث الجند المشهور وضعه ، وهو : تعمل الرحال إلى أربعة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد الأقصى ، ومسجد الجند [1] . فانظر كيف حاول استمالة قلوب الناس إلى زيارة معسكر الجند بعد أن مهد له بشد الرحال إلى المساجد الثلاثة المقدسة عند جميع المسلمين ؟ ! والعجب من الحافظ ابن ماجة كيف انطلت عليه زيادة محمد بن خالد الجندي عبارة : ( ولا مهدي إلا عيسى بن مريم ) في هذا الحديث ، مع أن نفس هذا الحديث له طرق صحيحة أخرى لا توجد فيها تلك الزيادة ، منها ما أخرجه الطبراني والحاكم بسندهما عن أبي أمامة وبنفس ألفاظ حديث ابن ماجة لكن من غير عبارة ولا مهدي إلا عيسى بن مريم وقد صححه الحاكم فقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه [2] . نعم أورد الحاكم حديث ابن ماجة مع زيادته أيضا لكنه صرح بأنه إنما أورده في مستدركه تعجبا لا محتجا به على الشيخين : البخاري ومسلم [3] . وقد تناول ابن القيم في ( المنار المنيف ) حديث : ولا مهدي إلا عيسى بن مريم ونقل كلمات علماء أهل السنة بشأنه ، وأنه مما تفرد به محمد بن خالد الجندي ، ونقل عن الآبري ( ت 363 ه ) قوله : محمد بن خالد - هذا
[1] تهذيب التهذيب 9 : 126 202 . [2] مستدرك الحاكم 4 : 440 كتاب الفتن والملاحم ، وانظر المعجم الكبير للطبراني 8 : 214 7757 . [3] مستدرك الحاكم 4 : 441 - 442 ، كتاب الفتن والملاحم .
153
نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 153