نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 103
المعلل بوقوع الطلب أي الخوف على حياة الإمام المهدي عليه السلام في أحاديث أخرى صحيحة [1] ، يفهم منه الكناية عن الغيبة فيكون المعنى : إنكم لا ترون إمامكم المهدي كلما أردتم ، إذ ليس قدرتكم على رؤيته كقدرتكم على رؤيتي في حياتي كلما أردتم ، لأنه سيكون في غيبة عنكم ، وإياكم أن تذكروه باسمه لكي لا يعرفه أعداء الله فيدركوا أثره . والحاصل : إن نفي الرؤية كناية عن الغيبة ، والنهي عن التسمية لأجل الخوف عليه ، مع اختصاص النفي والنهي بزمان الغيبة ، وتوجهه للمخاطبين بالكلام كلهم أو بعضهم دون غيرهم ، وإلا فقد رآه المئات من أصحاب أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السلام في حياته وبإذن منه ، كما رآه غيرهم بعد وفاة أبيه عليهما السلام كما سيتضح في هذا الفصل . الثاني : إن ما ذكرناه من النصوص لا يمثل في الواقع إلا جزءا يسيرا من مجموع النصوص الواردة في هذا الشأن ، ولم يخضع انتقاؤها لاعتبارات علمية ، بمعنى : إنا لم نبحث عن الأسانيد الصحيحة لترسيخ العقيدة إذ المفروض رسوخها قبل ذلك ، وإنما كوسيلة لإثبات المدعى ، وإلا فنحن لسنا بحاجة إلى الأسانيد أصلا ، لسببين : أحدهما : توفر الدليل القاطع على استمرار وجود الإمام المهدي إلى آخر الزمان ، وقد مر بيان ذلك مفصلا ، ومع هذا فأي حاجة تبقى للأسانيد ؟ الآخر : توفر الدليل على أن الأحاديث المروية في المهدي عليه السلام قد أخذت مباشرة من الكتب المؤلفة قبل ولادته عليه السلام بعشرات السنين ، وقد شهد الصدوق بذلك ، وعليه فالضعف الموجود في سند بعضها على الاصطلاح لا يقدح بصحتها لكون الأخبار فيها إعجازا تحقق بعد حين ،
[1] سنشير إلى تلك الأحاديث في أدلة ولادة الإمام المهدي عليه السلام .
103
نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 103