responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية    جلد : 1  صفحه : 75


فكيف يجوز ترك التمسك بمن تتحقق النجاة بالتمسك به ، ويتمسك بمن لم تعلم النجاة معه ؟ ! إن هذا إلا لمحض السفه والضلال .
وهذا يقتضي العلم بوجوب اتباعهم ، وإن نوزع فيه فلا ريب في اقتضائه ظن وجوب الاتباع ، وذلك كاف لوجوب العمل بالراجح ، واختيارهم عليهم السلام بهذه المرجحات على غيرهم من المجتهدين ، فلا يكون العدول عنهم إلا اتباعا للهوى والتقليد المألوف .
فقال : أنا لا أشك في اجتهادهم ، وغزارة علمهم ، ونجاة مقلدهم ، ولكن مذهبهم لم ينقل ولم يشتهر ، كما نقلت المذاهب الأربعة .
فقلت : إن كان مرادك أن الحنفية والشافعية لم ينقلوه ، فمسلم ، ولكن لا يضرنا ، لأنا لم ننقل مذهبهما أيضا ، والشافعية لم ينقلوا مذهب أبي حنيفة ، وبالعكس ، وكذا باقي المذاهب ، وليس ذلك طعنا فيها عندكم .
وإن كان مرادك أنه لم ينقله أحد من المسلمين ، فهذه مكابرة محضة ، لأن شيعتهم ، وكثيرا من أهل السنة وباقي الطوائف قد نقلوا أقوالهم وآدابهم وعباداتهم ، واعتنى الشيعة بذلك أشد الاعتناء ، وبحثوا عن تصحيح الناقلين وجرحهم وتعديلهم أشد البحث ، وهذه صحاح أحاديثهم وكتب الجرح والتعديل عندهم مدونة مشهورة بينهم لا يمكن إنكارها .
وعلماء الشيعة وإن كانوا أقل من علماء السنة ، ولكن ليسوا أقل من فرقة من فرق المذاهب الأربعة ، خصوصا الحنابلة والمالكية ، فإن الشيعة أكثر منهم يقينا .
ولم يزل - بحمد الله - علماء الشيعة في جميع الأعصار أعلم العلماء وأتقاهم ، وأحذقهم في فنون العلوم :
أما في زمن الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، فواضح أنه لم يساوهم أحد في علم ولا عمل ، حتى فاق تلاميذهم واشتهروا بغزارة العلم ، وقوة الجدل كهشام ابن الحكم ، وهشام بن سالم ، وجميل بن دراج ، وزرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، وأشباههم ، ممن عرفهم مخالفوهم في المذهب وأثنوا عليهم بما لا مزيد عليه .

75

نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست