responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 100


ان ينصب نفسه صنما للآخرين .
ومرة أخرى نجد أن المعركة القرآنية الثانية من معارك التحرير قد استعين فيها بنفس الطريقة التي استعملت في المعركة الأولى : ( معركة الإنسانية داخليا من الشهوات ) ، وتستعمل دائما في كل ملاحم الإسلام . . وهي : التوحيد . فما دام الإنسان يقر بالعبودية لله وحده ، فهو يرفض بطبيعة الحال كل صنم وكل تأليه مزور لأي إنسان وكائن ، ويرفع رأسه حرا أبيا ولا يستشعر ذل العبودية والهوان أمام أي قوة من قوى الأرض أو صنم من أصنامها . لان ظاهرة الصنمية في حياة الإنسان نشأت عن سببين : أحدهما : عبوديته للشهوة التي تجعله يتنازل عن حريته إلى الصنم الإنساني ، الذي يقدر على إشباع تلك الشهوة وضمانها له . والآخر : جهله بما وراء تلك الأقنعة الصنمية المتألهة من نقاط الضعف والعجز .
والإسلام حرر الإنسان من عبودية الشهوة كما عرفنا آنفا ، وزيف تلك الأقنعة الصنمية الخادعة : - ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) [1] .
فكان طبيعيا أن ينتصر على الصنمية ، ويمحو من عقول المسلمين عبودية الأصنام بمختلف أشكالها وألوانها .
وعلى ضوء الأسس التي يقوم عليها تحرير الإنسان من عبوديات الشهوة في النطاق الشخصي ، وتحريره من عبودية الأصنام في النطاق الاجتماعي ، سواء كان الصنم أمة ، أم فئة أم فردا . . نستطيع ان نعرف مجال السلوك العملي للفرد في الإسلام ، فان الإسلام يختلف عن الحضارات الغربية الحديثة التي لا تضع لهذه



[1] الأعراف : 194 .

100

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست