نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 95
بهم أكثر الناس ، ولما ملكوا من الأمة أزمتها ، واستسلمت لهم برمتها ، حرموا ( والناس في سنة عن سوء مقاصدهم ) من حلال الله ما شاؤوا ، وحللوا من حرامه ما أرادوا ، وعاثوا في الدين وحكموا فيه القاسطين ، فسملوا أعين أولياء الله ، وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وصلبوهم على جذوع النخل ، ونفوهم عن عقر ديارهم حتى تفرقوا أيدي سبأ ، ولعنوا أمير المؤمنين عليه السلام وكنوا به عن أخيه الصادق الأمين صلى الله عليه وآله . فلو دامت تلك الأحوال ، وهم أولياء السلطة المطلقة ، والرئاسة الروحانية ، لما أبقوا للإسلام عينا ولا أثرا ، لكن ثار الحسين عليه السلام فاديا دين الله عز وجل بنفسه وأحبائه حتى وردوا حياض المنايا ، ولسان حاله يقول : إن كان دين محمد لم يستقم * إلا بقتلي يا سيوف خذيني فاستنقذ الدين من أيدي الظالمين ، وانكشف الغطاء بوقوع تلك الرزايا عن نفاق القوم حتى تجلت عداوتهم لله عز وجل ، وظهر انتقامهم من رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ لم يكتفوا بقتل الرجال من بنيه عطاشى والماء تعبث فيه خنازير البر وكلابه ، ولم يقنعوا بذبح الأطفال من أشباله أحياء وقد غارت أعينهم من شدة العطش ، ولا اكتفوا باستئصال العترة الطاهرة ونجوم الأرض من شيبة الحمد حتى وطأوا جثثهم بسنابك الخيل ، وحملوا رؤوسهم على أطراف الأسنة ، وتركوا أشلائهم الموزعة عارية بالعراء ، مباحة لوحوش الأرض وطير السماء ، ثم أرزوا ودائع الرسالة وحرائر الوحي مسلبات ، وطافوا البلاد بهن سبايا كأنهن من كوافر البربر ، حتى أدخلوهن تارة على ابن مرجانة ، وأخرى على ابن آكلة الأكباد ، وأوقفوهن على درج الجامع في دمشق حيث تباع جواري السبي . فلم تبق بعدها وقفة من عداوتهم لله ، ولا ريبة بنفاقهم في دين الإسلام ،
95
نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 95