نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 92
العزائم على إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام ما ليس في غيرها . وحسبك في رجحانها ما يتسنى بها للحكيم من إلقاء المواعظ والنصائح ، وإيقاف المجتمعين على الشؤون الإسلامية ، والأمور الإمامية ولو إجمالا ، وبذلك يكون أمل العاملي [1] ، نفس أمل إخوانه في العراق وفارس والبحرين والهند وغيرها من بلاد الإسلام . ولا تنس ما يتهيأ للمجتمعين فيها من الاطلاع على شؤونهم ، والبحث عن شؤون إخوانهم النائين عنهم ، وما يتيسر لهم حينئذ من تبادل الآراء فيما يعود عليهم بالنفع ، ويجعلهم كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضا ، أو كالجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوا أنت له سائر الأعضاء ، وبذلك يكونون مستقيمين في السير على خطة واحدة يسعون فيها وراء كل ما يرمون إليه . ومنها : إن هذه المآتم دعوة إلى الدين بأحسن صورة وألطف أسلوب ، بل هي أعلى صرخة للإسلام توقظ الغافل من سباته ، وتنبه الجاهل من سكراته ، بما تشربه في قلوب المجتمعين ، وتنفثه في آذان المستمعين ، وتبثه في العالم ، وتصوره قالبا لجميع بني آدم ، من أعلام الرسالة ، وآيات الإسلام ، وأدلة الدين ، وحجج المسلمين ، والسيرة النبوية ، والخصائص العلوية ، ومصائب أهل البيت عليهم السلام في سبيل الله ، وصبرهم على الأذى في إعلاء كلمة الله . فأولوا النظر والتحقيق يعلمون أن خطباء المآتم كلهم دعاة إلى الدين من حيث لم يقصدوا ذلك ، بل لا مبشر بالإسلام على التحقيق سواهم ، وأنت تعلم أن الموظفين لهذا العمل الشريف لا يقصرون في أنحاء البسيطة عن الألوف المؤلفة ،
[1] نسبة إلى جبل عامل في لبنان موطن المصنف رحمه الله .
92
نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 92