نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 333
[ المجلس الثاني والثلاثون ] ومن خطبة له عليه السلام : ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا ، وأبقى آثارا ، وأبعد آمالا ، وأعد عديدا ، وأكثف جنودا ، تعبدوا للدنيا أي تعبد ، وآثروها أي إيثار ، ثم ظعنوا عنها بغير زاد مبلغ ، ولا ظهر قاطع ، فهل بلغكم أن الدنيا قد سخت لهم نفسا بفدية ، أو أعانتهم بمعونة ، أو أحسنت لهم صحبة ، بل أرهقتهم بالفوادح ، وأزهقتهم بالقوارع ، وضعضعتهم بالنوائب ، وعفرتهم للمناخر ، ووطأتهم بالمناسم ، وأعانت عليهم ريب المنون ، أفهذه تؤثرون ؟ أم عليها تحرصون ؟ فبئست الدار لمن لم يتهمها ، ولم يكن فيها على وجل منها ، فاعلموا وأنتم تعلمون بأنكم تاركوها ، وظاعنون عنها ، واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة ، حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا ، وانزلوا فيها فلا يدعون ضيفانا ، وجعل لهم من الصفيح أجنان ، ومن التراب أكفان ، ومن الرفاة جيران ، فهم جيرة لا يجيبون داعيا ، ولا يمنعون ضيما ، إن جيدوا لم يفرحوا ، وإن قحطوا لم يقنطوا ، قد استبدلوا يظهر الأرض بطنا ، وبالسعة ضيقا ، وبالأهل غربة ، وبالنور ظلمة ، فجاؤوها كما فارقوها حفاة عراة ، قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة ، والدار الباقية ، حيث لا ينفع الإنسان إلا ما قدمه من أعماله الصالحة ، وما يرجوه من شفاعة الشافعين . [1] وأن أفضل عمل صالح . وأقوى سبب لنيل الشفاعة ، لزوم سنته ، واتباع
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7 : 226 و ج 11 : 257 .
333
نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 333