وَوَقعَ المحذورُ بعترتِكَ وذويكِ ، فانزعجَ الرسولُ وبكى قلبُه المهولُ ، وعزَّاه بك الملائكةُ والأنبياءُ ، وفُجِعَت بكَ أمُك الزهراءُ ، واختلفَتْ جنودُ الملائكةِ المقربين ، تُعزِّي أباكَ أميرَ المؤمنين ، وأُقيمَتْ لَكَ المآتمُ في أعلى علّيين ، وَلطَمَتْ عليك الحُورُ العِينُ ، وَبكتِ السَّماءُ وسُكانُها ، والجِنانُ وخُزَّانُها ، والهِضابُ وأقطارُها ، والأرضُ وأقطارُها ، والبِحارُ وحِيتانُها ، ومكةُ وبُنيانُها ، والجِنانُ وولدانُها ، والبيتُ والمقامُ ، والمشعرُ الحرامُ ، والحلُّ والإحرام ( 1 ) . وروي عن سيّد العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام ) ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل ، يزعمون أنهم من هذه الأمة ، كلٌّ يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه ، وهو بالله يذكِّرهم فلا يتّعظون ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً . . ( 2 ) . < شعر > قَضَى نَحْبَه ظامي الحشا بعد ما قضى * بِرَغْمِ العدى حقَّ العلى والمكارمِ بوجه يلاقي السمهريَّةَ أبلج * وثغر يُحَيِّي المشرفيَّةَ بَاسِمِ ولولا قَضَاءُ اللهِ قاد أميَّةً * وأشياعَها قَوْدَ الذليلِ المُسَالِمِ ( 3 ) < / شعر > قال بعض الرواة : وكان الحسين ( عليه السلام ) يجيء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو ساجد ، فيتخطَّى الصفوف حتى يأتي النبيَّ فيركب ظهره ، فيقوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد وضع يده على ظهر الحسين ويده الأخرى على ركبته حتى يفرغ من صلاته ، وكان الحسن ( عليه السلام ) يأتيه وهو على المنبر يخطب ، فيصعد إليه فيركب على عاتق النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويدلي رجليه على صدره حتى يرى بريق خلخاله ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخطب ، فيمسكه كذلك حتى يفرغ من خطبته ( 4 ) .