نبيّ وألف صدّيق ، وألف شهيد ومن الكرّوبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء ، وإنها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماوات ملك إلاَّ بكى رحمة لصوتها ، وما تسكن حتى يأتيها النبي فيقول : يا بنيَّة ، قد أبكيت أهل السماوات ، وشغلتهم عن التقديس والتسبيح ، فكفّي حتى يقدِّسوا ، فإن الله بالغ أمره ، وإنها لتنظر إلى من حضر منكم ، فتسأل الله لهم من كل خير ، ولا تزهدوا في إتيانه فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يُحصى ( 1 ) . وقال ابن نما : ورأت سكينة في منامها وهي بدمشق كأن خمسة نجب من نور قد أقبلت ، وعلى كل نجيب شيخ ، والملائكة محدقة بهم ، ومعهم وصيف يمشي ، فمضى النجب وأقبل الوصيف إليَّ وقرب مني وقال : يا سكينة ، إن جدَّكِ يسلِّم عليك ، فقلت : وعلى رسول الله السلام ، يا رسول ! من أنت ؟ قال : وصيف من وصائف الجنة ، فقلت : من هؤلاء المشيخة الذين جاؤوا على النجب ؟ قال : الأول آدم صفوة الله ، والثاني إبراهيم خليل الله ، والثالث موسى كليم الله ، والرابع عيسى روح الله ، فقلت : من هذا القابض على لحيته يسقط مرة ويقوم أخرى ؟ فقال : جدّك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت : وأين هم قاصدون ؟ قال : إلى أبيك الحسين ، فأقبلت أسعى في طلبه لأعرِّفه ما صنع بنا الظالمون بعده ، فبينما أنا كذلك إذ أقبلت خمسة هوادج من نور ، في كل هودج امرأة ، فقلت : من هذه النسوة المقبلات ؟ قال : الأولى حواء أم البشر ، والثانية آسية بنت مزاحم ، والثالثة مريم ابنة عمران ، والرابعة خديجة بنت خويلد ، فقلت : من الخامسة الواضعة يدها على رأسها تسقط مرة وتقوم أخرى ؟ فقال : جدّتك فاطمة بنت محمد أم أبيك ، فقلت : والله لأخبرنّها ما صنع بنا ، فلحقتها ووقفت بين يديها أبكي وأقول : يا أُمتاه جحدوا والله حقَّنا ، يا أمتاه بدَّدوا والله شملنا ، يا أُمتاه ، استباحوا والله حريمنا ، يا أُمتاه ، قتلوا
1 - بحار الأنوار ، المجلسي : 45 / 224 ح 17 عن كامل الزيارات .