ولمن استحفظ من ذرّيّتي ما جرى الليل والنهار ، حتى يرث الله الأض ومن عليها ، أبشِّرك - يا حار - ليعرفني - والذي فلق الحبة وبرأ النسمة - وليّي وعدوّي في مواطن شتى : عند الممات ، وعند الصراط ، وعند المقاسمة ، قال : وما المقاسمة ؟ قال : مقاسمة النار ، أقاسمها قسمة صحاحا ، أقول : هذا وليّي ، وهذا عدوّي . ثمَّ أخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بيد الحارث وقال : يا حارث ! أخذت بيدك كما أخذ بيدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لي - وقد اشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين - : إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة من ذي العرش تعالى ، وأخذت - يا عليُّ - بحجزتي ، وأخذت ذرّيّتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله بنبيِّه ؟ وماذا يصنع نبيُّه بوصيِّه ؟ وماذا يصنع وصيُّه بأهل بيته وشيعتهم ؟ خذها إليك - يا حار - قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت ، قالها ثلاثاً ، فقال الحارث - وقام يجرُّ رداءه جذلا - : ما أبالي وربي بعد هذا ، ألقيت الموت أو لقيني ( 1 ) . ومن كتاب مشارق الأنوار : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : حبُّ أهل بيتي ينفع من أحبَّهم في سبعة مواطن مهولة : عند الموت ، وفي القبر ، وعند القيام من الأجداث ، وعند تطاير الصحف ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط ، فمن أحبَّ أن يكون آمناً في هذه المواطن فليتوال علياً بعدي ، وليتمسَّك بالحبل المتين ، وهو عليُّ ابن أبي طالب وعترته من بعده ، فإنهم خلفائي وأوليائي ، علمهم علمي ، وحلمهم حلمي ، وأدبهم أدبي ، وحسبهم حسبي ، سادة الأولياء ، وقادة الأتقياء ، وبقيَّة الأنبياء ، حربهم حربي ، وعدوُّهم عدوّي . ومن كتاب أعلام الدين للديلمي ، من كتاب الحسين بن سعيد ، بإسناده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا بلغت نفس أحدكم هذه - وأومأ إلى حلقه - قيل له : أمَّا ما