< شعر > السيدين الشريفين اللذين هما * خيرُ الورى أبوي مجد وجدّينِ الضارعين إلى الله المنيبين * المسرعين إلى الحقِّ الشفيعين نورين كانا قديماً في الظلالِ كما * قال النبيُّ لعرشِ اللهِ قُرْطَينِ تُفاحتي أحمدَ الهادي وقد جُعلا * لفاطم وعليَّ الطهرِ نسلين صلَّى الإلهُ على روحيهما وسقى * قبريهما أبداً نوءُ السماكين ( 1 ) < / شعر > روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله بالسيف على رأسه الشريف وخرَّ ( عليه السلام ) في محرابه هبَّت ريح سوداء مظلمة ، والملائكة تنعاه في السماء وأقبل الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وبقية أولاده فوجدوه مشقوق الرأس ، وقد علته الصفرة من انبعاث الدم وشدة السم ، والناس من حوله في النياحة والعويل والبكاء المحرق للأكباد ، فأخذ الحسن رأسه ووضعه في حجره ، فأفاق وقال : هذا ما وعد الله ورسوله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم ، ثمَّ نظر إلى أولاده فرآهم تكاد أنفسهم تزهق من النوح والبكاء ، فجرت دموعه على خدّيه ممزوجة بدمه ، قال ( عليه السلام ) : أتبكيا عليَّ ؟ إبكيا كثيراً وأضحكا قليلا ، أمَّا أنت يا أبا محمد ستقتل مسموماً مظلوماً مضطهداً ، وأمَّا أنت يا أبا عبد الله فشهيد هذه الأمة ، وسوف تذبح ذبح الشاة من قفاك ، وترضُّ أعضاؤك بحوافر الخيل ، ويُطاف برأسك في مماليك بني أمية ، وحريم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تسبى ، وإن لي ولهم موقفاً يوم القيامة ( 2 ) . وروي أيضاً أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال للحسن والحسين ( عليهما السلام ) ليلة وفاته بعدما أوصاهما بوصاياه الشريفة : يا أبا محمد ويا أبا عبد الله ، كأني بكما وقد خرجت عليكما الفتن من ها هنا وها هنا ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير
1 - الغدير ، الشيخ الأميني : 4 / 162 . 2 - وفيات الأئمة ( عليهم السلام ) ، مجموعة من علماء البحرين والقطيف : 57 .