روي أنه قيل للإمام الصادق ( عليه السلام ) : سيدي جعلت فداك ، إن الميت يجلسون له بالنياحة بعد موته أو قتله ، وأراكم تجلسون أنتم وشيعتكم من أول الشهر بالمأتم ولعزاء على الحسين ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) : يا هذا إذا هل هلال محرم نشرت الملائكة ثوب الحسين ( عليه السلام ) وهو مخرق من ضرب السيوف ، وملطخ بالدماء فنراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر ، فتنفجر دموعنا ( 1 ) . عظَّم الله لكم الأجر أيها المؤمنون ، وأحسن الله لكم العزاء بمصاب سيِّد شباب أهل الجنة ، فهذا شهر المحرَّم قد أقبل عليكم بأحزانه فحقَّ لكم أن تندبوا الحسين ( عليه السلام ) وتبكوه بالدموع الجارية ، وتظهروا الأحزان ، وتتركوا الأفراح ، وتجتمعوا لإقامة المآتم كما أوصى بذلك سيِّدُ شباب أهل الجنة ( عليه السلام ) فقد روي أنه ( عليه السلام ) أوصى ابنه الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قائلا له : يا ولدي ، بلِّغ شيعتي عني السلام ، وقل لهم : إن أبي مات غريباً فأندبوه ، ومضى شهيداً فأبكوه ( 2 ) . ويروى أن سكينة ( عليها السلام ) اعتنقت أباها الحسين ( عليه السلام ) بعد مقتله الشريف وجعلت تمرِّغ وجهها على جسده ، وهي تبكي حتى غشي عليها ، ثمَّ جاء أعداء الله فجذبوها منه وأبعدوها عنه وأركبوها ، قالت سكينة : سمعت أبي ( عليه السلام ) يقول وأنا مغشى عليَّ : < شعر > شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني * أو سمعتم بقتيل أو شهيد فاندبوني فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني * وبجرد الخيل بعد القتل عمداً سحقوني ليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظروني * كيف أستسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني ( 3 ) < / شعر >