نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 89
أعلى درجات الولاية هي أعلى درجات الإمامة والقيادة للإنسان الكامل . وقد عدها القرآن الكريم أعلى من درجة النبوة . للإمام أو الإنسان الكامل دوران أساسيان آخران في باطن النظام الكوني ، مضافا إلى قيادته السياسية والأخلاقية والعلمية للمجتمع : الأول : قيادته الباطنية للناس المؤهلين . الإمام في موقع الولاية التكوينية شمس أسطع من الشمس المحسوسة في سمائنا ، وهي تشع على باطن العالم اللا محسوس ، وتضئ ملكوت السماوات والأرض وضمائر المؤمنين ، والمؤمنون الأبرار لا يشاهدون طريق الوصول إلى الهدف الأعلى للإنسانية في ظل نور الإمام فحسب ، بل يبلغون هذا الهدف أيضا . إن الولاية والهداية الباطنية والنورانية التي تتهيأ للإنسان بفعل قيامه بالفرائض الإلهية تفاض عليه عن طريق الإمام ، فالإمام واسطة فيض الولاية . ولا يمكن أن تؤدي الأعمال الصالحة دورها في تكامل الإنسان دون الارتباط المعنوي به ، وما عرض أعمال الأمة على إمام كل زمان إلا من هذا القبيل . الثاني : الركن المعنوي للنظام الكوني . الإمام في موضع الولاية التكوينية هو الركن الباطني للنظام الكوني . وبقاء نظام الطبيعة رهين بالوجود المادي للإنسان الكامل ، وبدونه ينهار نظام السماء والأرض . للإمامة - من منظار أهل البيت ( عليهم السلام ) - أربع غايات : 1 - القيادة السياسية . 2 - القيادة الأخلاقية . 3 - القيادة العلمية . 4 - الولاية التكوينية ( المتضمنة للقيادة الباطنية وحفظ نظام الطبيعة ) . والغاية الرابعة هي وحدها الباقية في عصر الغيبة .
89
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 89