responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 62


التخطيط لتسيير هذه العلوم باتجاه سعادة الإنسان الدائمة . أما القسم الثاني منها - كالحقائق المتعلقة بالمبدأ والمعاد مما لا يتسنى إحرازه بالدراسة والبحث والتجربة - فلا جرم أن المجتمع يحتاج إلى قيادة إلهية بغية كسبها . ولا تتحقق هذه الأمور إلا عبر القيادة التي ينبغي أن تكون آراؤها مصونة من الخطأ ، كي تحول دون بروز خلاف في تحديد الحقائق التي عرضها الوحي .
قيادة القرآن العلمية بعد رحيل الرسول الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله ) زعم البعض أن القرآن الكريم وحده يكفي لقيادة العالم علميا ، وطرح هؤلاء شعارهم المعروف " حسبنا كتاب الله " لإلغاء حاجة المجتمع الإسلامي إلى المرجعية العلمية لأهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) ، بيد أن التاريخ الإسلامي أثبت بوضوح أن هذا الشعار ليس سديدا ، وأن القرآن الكريم وحده لا يلبي حاجة المجتمع الإسلامي بدون قيادة إلهية .
وحينما أوفد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عبد الله بن عباس لمناظرة المتمردين في النهروان ، قال له :
" لا تخاصمهم بالقرآن ، فإن القرآن حمال ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسنة ، فإنهم لن يجدوا عنها محيصا " [1] .
القرآن دستور الإسلام ، ولا شك أنه يحتاج إلى مفسرين مصونين من الخطأ ، يستطيعون أن يهدوا المجتمع الإسلامي إلى حقائقه ومفاهيمه ، وإلى ما يحتاجون إليه من برامج في حياتهم . من هنا قرن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) أهل بيته بالقرآن بوصفهم هداة الأمة الإسلامية وقادتها ، وذلك في حديث الثقلين المتواتر الذي اتفق عليه الفريقان ( الشيعة والسنة ) . وعلى هذا الأساس أصبحت القيادة السياسية والقيادة العلمية في



[1] نهج البلاغة : الكتاب 77 .

62

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست