نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 41
السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ، حتى يستريح بر ، ويستراح من فاجر " [1] . وكان الإمام ( عليه السلام ) ذات يوم جالسا مع جماعة في المسجد ، فدخل أحد الخوارج وصاح : لا حكم إلا لله ، فقلق الحاضرون ، وانتظروا ليروا ماذا يفعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولعل فيهم من ظن أن الإمام سيغضب ويعامل الرجل بعنف . بيد أنهم رأوه قد أعاد بطمأنينة الشعار نفسه وعضده بآية قرآنية كريمة يؤكد فيها الله تعالى لنبيه الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) أن وعده تعالى في مقابلة أعداء الإسلام حق ، وأن على النبي أن لا يستسلم لأذاهم ، وأن لا يتضعضع وقاره وثباته في مواجهتهم . * ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) * [2] . ثم التفت ( عليه السلام ) إلى الناس وقال : " فما تدرون ما يقول هؤلاء ؟ يقولون : لا إمارة . أيها الناس ، إنه لا يصلحكم إلا أمير بر أو فاجر " . وكان غريبا جدا على الناس أن يسمعوا عليا ( عليه السلام ) يذكر بحاجة المجتمع إلى القائد مطلقا حتى لو كان فاجرا ، لذلك سألوه مندهشين : " هذا البر قد عرفناه ، فما بال الفاجر ؟ ! " . فقال ( عليه السلام ) : " يعمل المؤمن ، ويملى للفاجر ، ويبلغ الله الأجل ، وتؤمن سبلكم ، وتقوم أسواقكم ، ويقسم فيئكم ، ويجاهد عدوكم ، ويؤخذ للضعيف من القوي " [3] . نلاحظ أن الإمام ( عليه السلام ) يعلم أتباعه في هذا الكلام النفيس المهم عددا من القضايا