نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 382
وإذا هي تفاجأ - على أساس فرضية الطريق السلبي - بخلو الساحة من وجود قائد لها بلا خطة وبرنامج سابق ، فتضطر - وهي لا تحمل صورة عن كيفية الحكم بعد النبي - إلى اتخاذ قرار عاجل حول أهم قضايا الثورة وأكثرها حساسية ، مواجهة منها للخطر الذي يهدد أساس الإسلام . فلا يخفى على أحد خطر مثل هذا القرار على أهداف الرسالة في تلك اللحظات المتوترة المتأزمة ، فكيف يخفى على أعظم أنبياء الله ؟ افتقار ورثة الثورة الإسلامية إلى النضج الإسلامي بعد مضي أربعة عشر قرنا على أول ثورة إسلامية في العالم أثبتت تجربة الثورة الإسلامية الإيرانية أن من ورثوا الثورة عاجزون ، ليسوا قادرين - بدون دعم وتوجيه من قائد الثورة الكبير - على أن يتخذوا قرارا مناسبا بشأن مستقبل القيادة . ذلكم القرار الذي يتوثق فيه ويترسخ الانسجام بين القيادة السياسية وأهداف الثورة . وكل من اطلع على تاريخ هذه الثورة وتوجيهات قائدها الراحل وضروب دعمه في مراحلها الحساسة عرف أن هذا الكلام ليس زعما محضا ، علما أن ورثة الثورة هذا اليوم أفضل من ورثة الثورة في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأوعى منهم كما قال الإمام الخميني رضوان الله عليه : " أستطيع أن أقول بكل جرأة : إن شعب إيران وجماهيرها المليونية هذا اليوم أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وشعب الكوفة والعراق في عصر أمير المؤمنين والحسن بن علي صلوات الله عليهما . . . " [1] . لا ريب أن هذا الكلام مطابق للواقع ، ذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كشف عن هذه
[1] الوصية السياسية الإلهية للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه .
382
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 382