نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 376
الخطورة . وينبغي أن يكون الموقف من مثل هذه الانتقادات على أساس دراسات شاملة وتخطيط دقيق . انتقد أحد المتطرفين الدينيين المعاصرين للنبي ( صلى الله عليه وآله ) طريقة النبي في تقسيم الغنائم على مرأى ومسمع من الناس . ولم يصطدم به النبي لمصلحة سياسية ، واكتفى بالإخبار عن مستقبله الخطر ، وتمرد هذا الشخص وأصحابه وخرجوا على خلافة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم هلكوا في حربهم معه . نلحظ في هذه القضية عددا من النقاط التربوية المفيدة الآتية : أ - لا تسلم حكومة من النقد غير الموجه . ب - مطالبة المتطرفين السياسيين بالعدالة جديرة بالتأمل والتشكيك . ج - مراعاة المصالح السياسية مبدأ من المبادئ الإسلامية . د - مصير النقد السياسي في الحكومة الإسلامية الاصطدام بالحكومة ، ثم الهلاك الأبدي . الناكثون والقاسطون والمارقون ثلاثة تكتلات سياسية رئيسة عارضت الإمام عليا ( عليه السلام ) في الفترة السياسية القصيرة التي حكم خلالها . واعترضت على أسلوبه في الحكم ، وأبدت سخطها واستياءها بأشكال شتى . تدل سيرة الإمام ( عليه السلام ) في موقفه من اعتراضات هذه التيارات السياسية الثلاثة على أنه إذا طلب من الناس أن يطرحوا انتقاداتهم بصراحة فإنما يريد النقد البناء ، لا النقد المنطلق من بواعث فاسدة وهدامة . الأسلوب الذي اتخذه الإمام في موقفه من اعتراضات التيارات المذكورة يناسب الأسلوب الذي كانت قد اختارته في التعبير عن النقد . بدأ انتقاد المارقين للإمام ( عليه السلام ) بإثارتهم السؤال عليه أنه : لماذا لا يعترف بخطئه في التحكيم ويتوب من كفره ؟ وأفضى هذا الاعتراض إلى المعارضة السياسية والاصطدام المسلح تدريجا .
376
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 376