responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 367


يسلم من الانتقاد أيضا !
روى السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه أن موسى ( عليه السلام ) قال :
" يا رب ، احبس عني ألسنة بني آدم ، فإنهم يذموني . . . " .
فأوحى الله جل جلاله إليه :
" يا موسى ، هذ ا شئ ما فعلته مع نفسي ، أفتريد أن أعمله معك ؟ ! " .
فقال :
" قد رضيت أن تكون لي أسوة بك ! " [1] .
إن ما يمكن أن يتعلمه مسؤولو النظام الإسلامي من هذا المأثور هو أن الانتقاد غير الموجه وتعييب العدو العالم والصديق الجاهل والمتطرف المتعصب . . . أمر طبيعي لا مناص منه . إنهم لا يستطيعون أن يعملوا عملا يمدحهم عليه جميع الناس ولا يلومهم أحد ، فهذا لم يقدر حتى لله تعالى وأنبيائه ( عليهم السلام ) . فمن الجدير ألا يصابوا بالفتور لانتقاد غير موجه أو لوم في غير محله . وعليهم أن يستثمروا وقتهم في أعمال أساسية ترضي الله سبحانه بدل أن ينشغلوا بنزاعات لا تجدي نفعا . ومن البديهي أن اهتمامهم بالنقد البناء - كما مر بنا - واجب إلهي مفروغ منه .
2 - التشكيك في مطالبة المتطرفين السياسيين بالعدالة الموضوع الآخر الذي نتعلمه من قصة ذي الخويصرة هو التشكيك في مطالبة المتطرفين السياسيين بالعدالة في النظام الإسلامي ، إذ تدل بوضوح على أنه ليس كل من رفع شعار المطالبة بالعدالة وعليه سيماء الدين والصلاح هو من طلاب العدالة حقا ، وربما جعل الجهل أو السياسة المطالبة بالعدالة أداة لإضعاف النظام الرباني ، ولتنفيذ مآرب سياسية معينة .



[1] انظر كتاب فتح الأبواب : 308 و 309 ، بحار الأنوار : 71 / 361 / 5 ، المحجة البيضاء : 4 / 34 .

367

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست