نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 318
على الله تعالى بأنه لا يحتاج إلى مشاور ومشاورة في تدبير الأمور . روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذا الدعاء ، وأمرني أن أدعو به لكل شدة ورخاء ، وأن اعلمه خليفتي من بعدي ، وأمرني أن لا أفارقه طول عمري حتى ألقى الله عز وجل . وقال لي : قل هذا الدعاء حين تصبح وتمسي ، فإنه كنز من كنوز العرش . وأوله : " الحمد لله الذي لا إله إلا هو الملك المبين ، المدبر بلا وزير ، ولا خلق من عباده يستشير . . . " [1] . لعل من الأسباب التي أدت إلى مواظبة جميع القادة الربانيين على قراءة هذا الدعاء في كل صباح ومساء هو ما أكد في أوله - وأشار إليه اسم الدعاء أيضا - وهو أن الله تعالى وحده قادر على إدارة شؤون العالم بلا وزير ولا معاون ولا مشاور . أما الآخرون فإنهم - بالوسائل المتاحة لهم - قادرون على تدبير الأمور والإدارة الصحيحة . أجل ، إن دراسة السيرة الإدارية للنبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين تدل على أنهم كانوا يولون مشاورة الآخرين اهتماما خاصا . قال الحسن بن الجهم : كنا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فذكرنا أباه ( عليه السلام ) فقال : " كان عقله لا يوازى به العقول ، وربما شاور الأسود من سودانه ، فقيل له : تشاور مثل هذا ؟ ! فقال : إن الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه " [2] .