نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 312
قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، في توضيح هذه الآية : " فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة " [1] . النقطة اللافتة للنظر هي أن هذه الآية الكريمة لا تقرر - فحسب - أن الظلم والجور الحاجز الأساس أمام تلقي القيادة ، بل إنها - إذا دققنا النظر في مضمونها - يمكن أن يفهم منها أن الصيانة من مطلق الظلم في العقائد والأخلاق والأعمال ضروري من أجل الوصول إلى أرفع درجات الإمامة والولاية المطلقة [2] . بعبارة أخرى : هذه الآية دليل من أدلة شرط العصمة في الإمامة . قال المرحوم العلامة الطباطبائي في تبيان دلالة الآية المذكورة على ضرورة وجود العصمة : " . . . وقد سئل بعض أساتذتنا رحمة الله عليه عن تقريب دلالة الآية على عصمة الإمام ، فأجاب : إن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام : 1 - من كان ظالما في جميع عمره . 2 - ومن لم يكن ظالما في جميع عمره . 3 - ومن هو ظالم في أول عمره دون آخره . 4 - ومن هو بعكس هذا . وإبراهيم ( عليه السلام ) أجل شأنا من أن يسأل الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته . فبقي قسمان ، وقد نفى الله أحدهما ، وهو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره . فبقي الآخر ، وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره " [3] . إن القائد الذي بلغ هذا المستوى من العدل في مسير التكامل الروحي وصين من
[1] الكافي : 1 / 199 / 1 . [2] انظر كتابنا مباني شناخت ( أسس المعرفة ) : 316 و 324 . [3] تفسير الميزان : 1 / 274 .
312
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 312