نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 274
قال : كنت ليلة من ليالي الشتاء سهران ، وإذا بأبي جعران يصعد منارة السراج فيزلق لكونها ملساء ، ثم يرجع . فعددت عليه تلك الليلة سبعمائة زلقة يرجع بعدها ولا يكل ، فتعجبت في نفسي فخرجت إلى صلاة الصبح ، ثم رجعت فإذا هو جالس فوق المنارة بجنب الفتيلة ، فأخذت من ذلك ما أخذت . أي انه تعلم منه الثبات مع الجد [1] . نستنتج من هذا كله أن أفضل رصيد للسلوك إلى الحق وبلوغ قمة التكامل - حيث موقع الإنسان الكامل والإمامة - الإرادة القوية والهمة العالية ، التي تدفع الإنسان إلى اختيار الله سبحانه وتعالى ، كما كان الإمام العسكري ( عليه السلام ) يقول في قنوته : " وقد علمت أن زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها " [2] . قال الشاعر حافظ الشيرازي ما ترجمته : البحر والجبل في طريقي وأنا ضعيف ومتعب ، فزد في همتي أيها الخضر المبارك . علو الهمة والقيادة إذا لاحظنا ما جاء في هذا الفصل تبين لنا أن ضرورة علو الهمة للقائد لا تحتاج إلى مزيد من التوضيح . وكان القادة جميعهم يتحلون بهذه الصفة ، ويستثمرون هذا الرصيد الثمين من أجل بلوغ أهدافهم . ونجد في دراسة سيرة القادة الربانيين الكبار - خاصة رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم - أن علو هممهم لافت للنظر ويعلم دروسا مفيدة كثيرة . ومن المناسب التوفر على دراسة سيرتهم ( عليهم السلام ) ، وعرض نماذج من علو هممهم على الأمم والشعوب . ونشير فيما يأتي إلى نموذجين من نماذج علو الهمة عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
[1] سفينة البحار : 1 / 609 . [2] البلد الأمين : 568 قسم قنوتات الأئمة ( عليهم السلام ) ، بحار الأنوار : 85 / 257 .
274
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 274