نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 152
يتعذر بيان فلسفة الإمامة . وقد مر بنا سابقا أن أهم نقطة في فلسفة الاعتقاد بالإمامة وأوضحها هي إقامة الحكومة الإلهية ووحدة القيادة السياسية والدينية . فإذا فسرت هذه العقيدة بنحو لا يفضي إلى مثل هذه الوحدة فقد منيت بالتحريف لا محالة . مثلا ، إذا أهمل موضوع اتباع الإمام في تفسير الإمامة وفسرت هذه العقيدة بمعرفة الإمام أو إظهار حبه فلا شك أن التحريف قد نال الاعتقاد بالإمامة . إذ لا مراء في أن معرفة الإمام وحبه ممهدان لاتباعه ، ومن ثم تشكيل الحكومة الإسلامية بقيادته . فإذا ألغيت تلك المقدمة فإن التحريف قد نال الاعتقاد بالإمامة بكل وضوح . وترشد دراسة تاريخ أهل البيت صلوات الله عليهم إلى أن هذا التحريف كان شائعا بين عدد من أدعياء التشيع . وكان الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) أنفسهم يناهضون هذا التحريف بشدة . وتدل الروايات الواردة في بيان صفات الشيعة ونفي تشيع الأدعياء الكاذبين على ما نقول بجلاء . ونشير فيما يأتي إلى نماذج منها : 1 - روى الإمام الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) أنه خاطب جماعة من أصحابه ، معبرا عن حبه لهم ومؤكدا أن شرط الولاية هو الاتباع العملي للإمام ، وأن الذين يدعون الاعتقاد بالإمامة لا يصدقون في دعواهم إلا إذا حازوا على الشرط المذكور ، قال ( عليه السلام ) : " اعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ، من ائتم منكم بقوم فليعمل بعملهم " [1] . 2 - قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) في الذين يزعمون الاعتقاد بأصل الإمامة كذبا ، وفي