responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 127


وقت ما إلا وهو يعلم أن الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم بذلك ، ويعلم في وقت آخر أن الصلاح في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به ، فإذا كان ذلك الوقت أمرهم بما يصلحهم ، فمن أقر بأن الله عز وجل له أن يفعل ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ويخلق مكانه ما يشاء ، ويقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ، ويأمر بما يشاء ، فقد أقر بالبداء ، وما عظم الله عز وجل بشئ أفضل من الإقرار بأن له الخلق والأمر ، والتقديم والتأخير ، وإثبات ما لم يكن ، ومحو ما قد كان ، والبداء هو رد على اليهود لأنهم قالوا : إن الله قد فرغ من الأمر . فقلنا : إن الله تعالى * ( كل يوم هو في شأن ) * [1] ، يحيي ويميت ، ويرزق ويفعل ما يشاء ، والبداء ليس من بداء به ، وإنما هو ظهور أمر . تقول العرب : بدا لي الشخص في طريقي ، أي ظهر ، قال الله تعالى : * ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) * [2] أي ظهر لهم ، ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد صلة لرحمه زاد في عمره ، ومتى ظهر له منه قطيعة رحم نقص من عمره ورزقه ، ومتى ظهر له التعفف من الزنا زاد في رزقه وعمره . انتهى .
ومن هذا الكلام تعرف أن البداء معنى هو في نظره أعم من أن يكون في التكوينيات أم في التشريعيات ، وليس هو - بكلا قسميه - إلا إظهار ما خفي على الناس من الأشياء مما يرون أنه ثابت وليس هو بثابت وإنما هو مؤجل بمصلحة خاصة .



[1] سورة الرحمن : 29 .
[2] سورة الزمر : 47 .

127

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست