نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 173
الصلح بين الطائفتين بمجموع الطائفتين ، ولا يحصل امتثال هذا الواجب إذا أصلحوا بين الأفراد وإن كانوا كثيرين ، وهذا المعنى لا يتم إلا عن طريق هذا النسق من العبارة فلذلك ثني في حال وجمع في حال آخر . ومن ذلك أيضا ما وقع فيه الوهم في قوله تعالى في سورة الأنبياء وهي قوله تعالى : * ( وأسروا النجوى الذين ظلموا ) * [1] . ووجه الاعتراض في هذه الآية الكريمة : مجئ الفعل مقرونا بضمير الجمع مع وجود الاسم الظاهر ، في حين أن الفعل يجرد عن علامة التثنية والجمع إذا أسند إلى التثنية والجمع وكان الاسم الظاهر موجودا في الكلام . ويجاب عن ذلك بوجوه : أحدها : أن يكون * ( الذين ظلموا ) * جاء في ذلك على لغة من لغات العرب عرفت عند النحاة بلغة " أكلوني البراغيث " فتكون الواو علامة الجمع . ثانيها : أن يكون مرفوعا على الفاعلية ل * ( أسروا ) * وأن الواو علامة الجمع . ثالثها : أن يكون الفاعل هو الضمير وهو الواو ، ويكون * ( الذين ظلموا ) * في محل النصب على الذم بأن يكون من الصفة المقطوعة . وقد قرر بعض العلماء أن الغرض من ذلك هو إسناد الفعل إلى اللاعبين اللاهية قلوبهم فأسند إلى ضميرهم شرحا لذميم حالهم وتسجيلا عليهم بقبح تماديهم في الغي ، ثم جاء بقوله : * ( الذين ظلموا ) * بدلا من الضمير أو منصوبا على الاختصاص والذم إعلاما بظلمهم في إسرارهم النجوى بجحد الرسالة بالذكر