responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 222


واستطاع أن يكتب ويؤلف فيها ، وأخفي ذلك عن قومه توصلا للفرض الذي ظهر به ، وهو ادعاء المسيحية مقرونة بمعجزة كتابه في لغة غير لغة أمته .
هذا من حيث تجويز تعلمه اللغة ، وأما من حيث محتويات ذلك الكتاب المدعي إعجازه ، فلم نجد فيما وقفنا عليه من بعض فصوله أو آياته ( ؟ ) ما يقرن بمنشآت الشادي معنى ومبني ، ومن شرط المعجز المتحدي به التفوق على أبلغ كلام من نوعه ، فلم يكن إذن هذا الكتاب مما يعجز تحديه المبتدئ فضلا عن المنتهي ، كما أن دعوى الإيحاء به إليه مع جهله اللغة العربية لا يدل على مراده لتجويز تعلمه لها عن أستاذ أو درسه لها على نفسه ، فقد بطلت إذن هذه الدعوى .
إن محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عربي من صميم العرب ، تحدى بالقرآن المنزل عليه من لدن حكيم عليم بلغاء عصره والعصر حافل برجال البلاغة ، والتفاوت بينهم سواء في منظومهم أو منشورهم لا يبلغ درجة بعد المسافة في تساويهم في فضيلة السبق والمجاراة .
البلاغة في النظم والنثر هي جل ما برع العرب فيه في جزيرتهم ، وبلغ ذروته في صدر الرسالة . وأما ما عبر عنه من معان فلا تكاد تخرج عن أوصاف بيئتهم ، وهي بيئة الرسول الأعظم وما أوتوه من بسائط العيش فيها ومفاخرات قبلية وغزوات بين القبائل غير منقطعة ، وما إلى ذلك مما كانوا يصورونه في شعرهم الذي لم يكن يخلو من حكمة عالية ، ومثل سام كلاهما مستمد من وحي الفطرة والذكاء العربي الرائع . وأما ما وراء ذلك من علوم فلم يكونوا فيها لا في العير ولا في النفير ، اللهم إلا معارف بسيطة لها أشد مساس بحياتهم .
ظهر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مثل هذا المحيط وفي مثل هذه الأمة المتفرقة مؤيدا بمعجزة القرآن ، وفيه من المعارف وأصول العلوم والتشريع والحكم العالية وكل ما لم يبلغه العلم ولم تصل إليه همة العلماء والحكماء ، وما زال ولن يزال مادة لا ينضب معينها لمعارف لا تتناهى ، وهو منزل بلسان العرب ولكن بأسلوب بهرهم وأعجزهم ، وإن كان من جنس ما يعرفون من الكلام .

222

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست