responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 214


ووجه آخر وهو ما نختم به هذا البحث ، وهو أن الذين يصدقون بالمغيبات والكشف عن المخبئات وينقلون حديثها إلى الناس ، جلهم أو كلهم ينقل ما قد يصدق اتفاقا من طريق التخمين والحدس لا من طريق العلم بالغيوب المحجوب ، إلا عمن اصطفاهم الله لرسالته لمصلحة أداء الرسالة ويطوي خبر ما لم يصدق وكثير من الناس ولوع بالغرائب والتحدث بالغرائب ، وإذا كان للناقل تأثر بعقدة بالمنقول عنه أو وثوق به ، كان الإخبار عما يزعم من العلم بالمغيبات ادعى لترويجه بين الناس لحملهم على اتباع نحلته وتصديق دعواه . ويروي البخاري عن عائشة ( رض ) سأل أناس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الكهان ، فقال : " إنهم ليسوا بشئ " . فقالوا : يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشئ يكون حقا ، قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة " [1] .
وجواب تحديه الناس بأنه لم يرعف في مدة حياته بالكذب وأنه لازم التقوى منذ نعومة أظفاره ، إنا لا نرى موجبا لهذا التحدي ، فإن في الأمة ممن جمع هاتين الصفتين من يضيق بدهم وحصرهم نطاق البيان ، فهل وازن فيهما خيار الصحابة والعلية من التابعين وتابعيهم وأئمة أهل البيت ، بل وهل جمع إليهما ما أوتوه من علم واسع وجرأة في نصرة الحق ومناهضة الظالمين مناهضة لم يرهبوا بها سلطانهم ولا تخوفوا صولتهم .
هل كان أصدق لهجة من أبي ذر الغفاري وأتقى منه لله ، ومن عمرو بن الحمق ، وحجر بن عدي وأصحابه ، ومن سعيد بن جبير ، ومن أويس القرني ، ومن عمرو بن عبيد ، والأوزاعي ومن أشباههم ونظرائهم ، ومن لم تخل الأمة من أمثالهم قديما وحديثا ، فإن كان ما اجتمع بهم من الصدق والتقوى والعلم والجرأة مما يبلغون بن درجات النبوة فهلا ادعوها وكانوا أنبياء ، بل وكان عليهم لزاما أن يدعوها إن لم تكن اختتمت بنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين وكانوا أحق بها وأهلها إن كان بابها لم ينسد وكانت مما يجوز وقوعه ، وهل كانت مذخورة لنبي



[1] صحيح البخاري ، دار الفكر ، بيروت ، ج 9 ، ص 189 .

214

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست