responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 212


للمادة منها جانب وللروح جانب ، وفيها النظام الكامل ، وفيها ما يكفل صلاح الأمم البالغة رشدها إلى قيام الساعة ، والأمم كافة على ما بينها من التفاوت في الرقي العلمي والفكري ، وكانت معجزته الخالدة القرآن المجيد الذي عجز بلغاء العرب في عصره ومختلف العصور عن أن يأتوا بمثل سورة من سوره وأقصرها ، بل وعن آية واحدة من أيها ، كما أعجز بلغاء كل الأمم إلى أن تقوم الساعة عن الإتيان بمثله وبمثل آية من آياته .
إن إعجاز القرآن كما هو في بلاغته التي لا يدرك أمدها ، فهو معجز فيما قص من أخبار أمم دارسة جهلها التاريخ والمؤرخون وفي حكم وضرب أمثال لم يرو مثلها لحكماء اليونان وغيرهم من حكماء الأمم الأخرى ، وهو معجز في تشخيصه أدواء النفوس في الأمم والأفراد ووصف أدويتها ، ومعجز في نظمه وشرائعه التي بذت كل ما سنه متشرعو الأمم ، ومعجز في أخباره عن كثير من الغائبات ووقوعها ، وفيما حواه من أصول العلوم وفي ملاءمته لكل الطبائع والأمزجة ، وتأليفه بين العقل والشرع ، ومعجز في مناجاته النفوس ونفوذه من الأذان إلى مسامع القلوب وشعورها كلما تكررت تلاوته تجددت حلاوته وطلاوته ، معجز بكل ما في آي الله في إصلاح فطر البشر من إعجاز .
إن القرآن لا الإخبار عن المغيبات التي هي مظنة للشكوك هو معجزة محمد الخالدة ، وكما كان دليل نبوته وشاهد صدقه العدل وقت تنزيله فهو معجزته اليوم حيال معجزات اليوم ، فهلا أتى المسيح الهندي إن كان كما يزعم نبيا موحى إليه بمعجزة من نوع ما هو ملائم لروح عصره مستوحاة من علومه وفنونه واختراعاته ، بحيث يعجز أبناؤه عن الإتيان بمثلها ، أو من نظمه بحيث يجئ بتعاليم تنتظم أمور الجماعات انتظاما ما يقضي على أكثر ما في أنظمته من مفاسد ، وبحيث تنزع ما في النفوس من مبادئ ضارة أو من دساتير حكوماته ، فتصلحها إصلاحا تذعن له الأمم وتدين كلها به .
إن ما في سيرة محمد وكتابه وسنته علاج لكل ما في الجماعات البشرية من أدواء إن طبقت مبادؤها كلها على النوع الإنساني ، وهي زعيمة سعادته وخلاصه من كل ما يتعثر به من سمومها ونقائصها ، وفيها الغناء عن نبي جديد

212

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست