responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 107


تأويل وبهذا نقول ، ثم أورد حديثا مسلسلا عن أنس بن مالك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قرأ هذه الآية ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما قالها يوسف ( عليه السلام ) قال له جبريل : يا يوسف أذكر همك ، فقال يوسف : ( وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء ) [ الأعراف / 53 ] فليس في هذا الحديث على معنى من المعاني تحقيق الهم بالفاحشة ، ولكنه فيه أنه هم بأمر ما وهذا حق كما قلنا ، فسقط هذا الاعتراض وصح الوجه الأول والثاني معا ، إلا أن الهم بالفاحشة باطل مقطوع على كل حال ، وصح أن ذلك الهم ضرب سيدته وهي خيانته لسيده إذ هم بضرب امرأته ، وبرهان ربه هاهنا هو النبوة وعصمة الله عز وجل إياه ، ولولا البرهان لكان يهم بالفاحشة وهذا لا شك فيه . ولعل من ينسب هذا إلى النبي المقدس يوسف ينزه لنفسه الرذلة عن مثل هذا المقام فيهلك ، وقد خشي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الهلاك على من ظن إذ قال للأنصاريين حين لقيهما : هذه صفية ، ثم قال ومن الباطل الممتنع أن يظن ظان أن يوسف ( عليه السلام ) هم بالزنا وهو يسمع قول الله تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) فنسأل من خالفنا عن الهم بالزنا بسوء هو أم بغير سوء ، ولو قال : إنه ليس بسوء لعاند الإجماع فإذ هو سوء وقد صرف عنه السوء فقد صرف عنه الهم بيقين ، وأيضا فإنها قالت ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ) وأنكر هو ذلك ، فشهد الصادق المصدق ( إن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) فصلح أنها كذبت بنص القرآن ، وإذ كذبت بنص القرآن فما أراد بها قط سوءا فما هم بالزنا قط ، ولو أراد بها الزنا لكانت من الصادقين وهذا بين جدا ، وكذلك قوله تعالى عنه : إنه قال : ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن ) فصح عنه أنه قط لم يصب إليها " [1] .
وللشريف المرتضى في أماليه وكتابه تنزيه الأنبياء [2] بحث طويل في براءة يوسف ( عليه السلام ) وعصمته عند تفسير هذه الآية ، وقد كشف اللثام عن الحقيقة في



[1] الفصل في الملل والأهواء والنحل ، الإمام ابن حزم الظاهري ، دار الجيل ، بيروت 1996 م ، ج 4 ، ص 29 .
[2] تنزيه الأنبياء ، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي ، مؤسسة الأعلمي ، ص 81 .

107

نام کتاب : القاديانية نویسنده : سليمان الظاهر العاملي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست