نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 84
العالية ، ولذا كان لها عند الله شأن من الشأن فضلا عن شأنها عند الناس . وقد كان لها ( عليها السلام ) بأخيها الإمام الرضا ( عليه السلام ) صلة خاصة قل نظيرها كما كشفت عنها الروايات والأحداث وسيأتي منها ما يدل على ذلك . وإن من أهم أسباب بلوغها هذا المقام الشامخ علمها ومعرفتها بمقام الإمامة والإمام ، وقد كان إمام زمانها شقيقها الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، الذي تولى تربيتها فعلى يديه نشأت ، وعنه أخذت ، وتحت إشرافه ونظره ترعرعت ، وبأخلاقه وآدابه سمت وتكاملت . ولذا تميزت الصلة بينهما بحيث أصبحت تعرف نفسها بأنها أخت الرضا ( عليه السلام ) كما سيأتي . وهما وإن كانا ينحدران من أب واحد وأم واحدة وذلك أحد أسباب شدة الصلة بينهما إلا أن السبب الأقوى والأتم هو علمها بمقام أخيها وإمامته ، إذ أن الرابطة النسبية تصبح - حينئذ - عاملا ثانويا بالقياس إلى العلم والمعرفة . هذا ، وقد نوه الأئمة ( عليهم السلام ) بمكانتها ومنزلتها قبل ولادتها ، وبعد أن ولدت وتوفيت . روي عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وقالوا : نحن من أهل الري ، فقال ( عليه السلام ) : مرحبا بإخواننا من أهل قم ، فقالوا : نحن من أهل الري ، فأعاد الكلام ، قالوا ذلك مرارا وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا ، فقال ( عليه السلام ) : إن لله حرما وهو مكة ، وإن لرسول الله حرما وهو المدينة ، وإن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة ، وإن لنا حرما وهو
84
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 84