نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 122
المأمون ، وإذا كان الإمام ( عليه السلام ) قد أبى الخلافة فإنه لم يكن له بد من قبول ولاية العهد ، وقد كشف الإمام ( عليه السلام ) سر قبوله لها في حديثه مع الريان بن الصلت الذي قال : دخلت على علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) ، فقلت له : يا بن رسول الله يقولون : إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا ، فقال ( عليه السلام ) : قد علم الله كراهتي لذلك ، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل [1] . ومما يدل على علم الإمام ( عليه السلام ) بألاعيب المأمون ومخططاته أنه ( عليه السلام ) واجه المأمون ببعض الحقيقة حين قال له : وإني لأعلم ما تريد ، فقال المأمون : وما أريد ؟ قال : الأمان على الصدق ، قال : لك الأمان ، قال : تريد بذلك أن يقول الناس : إن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة ، فغضب المأمون ثم قال : إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه ، وقد أمنت سطوتي ، فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك ، فإن فعلت وإلا ضربت عنقك ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد نهاني الله تعالى أن ألقي بيدي إلى التهلكة ، فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك ، وأنا أقبل ذلك على أني لا أولي أحدا ، ولا أعزل أحدا ، ولا أنقض رسما ولا سنة ، وأكون في الأمر من بعيد مشيرا ، فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهية منه ( عليه السلام ) بذلك [2] .
[1] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 139 . [2] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 140 .
122
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 122